ترحيل السوريين من تركيا بات إجراء طبيعي يلجأ له الأمن التركي، بعد أن كان غير متوفر في السابق أو محصور بفئة قليلة من الأشخاص.
اليوم قرار الترحيل موجود في أعلى قائمة العقوبات أو الجزاء للمخالفين، أو من لا يملكون وثائق رسمية في تركيا، وأن هذا القرار يتخذ دون الرجوع للقضاء كما حدث مع ترحيل أكثر من ٢٠٠ شاب قبل عدة أيام، أو يتم الترحيل حتى بصدور قرار من القضاء ببراءة الشخص الموقوف كما حدث مع الإعلامي ماجد شمعة في نهاية العام الماضي.
أسباب ترحيل السوريين في تركيا!!
غالبا ما تكون أسباب الترحيل إلى سوريا محصورة بأشخاص متورطين بأعمال شغب أو مشاكل، أو الدخول في شجارات، أو الإخلال بالأمن العام، أو ارتكاب جرائم وغيرها.
لكن الأمر في الفترة الأخيرة تعدى إلى أشخاص يحملون وثائق رسمية، ومنهم لديهم إذن عمل في اسطنبول، أو طلاب جامعة يحملون وثائق تجعل وجودهم قانوني في اسطنبول، ومنهم من أوراقه الرسمية خارج ولاية اسطنبول.
من أهم الأسباب التي تؤدي إلى الترحيل حسب المترجم والمطلع على قوانين دائرة الهجرة التركية "خالد حبيب"، الذي وضح ل AS PLUS قائلاً: "السوريون أصبحوا ضحية للنصابين والمحتالين من السماسرة، بسبب الإجراءات المتخذة من قبل دائرة الهجرة في الآونة الأخيرة بخصوص موضوع تثبيت العنوان".
وأضاف: "بعض السوريين تم ترحيله إلى سوريا بسبب شراءه موعد مزور لتثبيت العنوان، أو شراءه لعقد بيت من أحد السماسرة لغرض تثبيت العنوان، أو حتى لتعامله مع السماسرة، طبعاً تم دفع مبالغ مالية كبيرة للسماسرة مقابل هذه الخدمات الوهمية".
وعند سؤال حبيب عن كيف تحدث طريقة الاحتيال مع وجود وثائق رسمية يقدمها السماسرة، أجاب: "السمسار يقدم لك ورقة صحيحة في بعض الأحيان لكن بعد شهر واحد فقط يقوم ببيعها لغيرك وبهذا يقوم الشخص الجديد بإلغاء إقامتك بالمنزل وتثبيت إقامته، وبهذا تصبح بدون عنوان".
وأن تثبيت العنوان غيابيا أوضح "حبيب" "هذا الأمر غير موجود إطلاقا، أحذركم أصدقائي من الإقدام على هذا الأمر فهو يسبب لكم مشاكل كبيرة ويؤدي إلى الترحيل خارج تركيا، وخاصة مع وجود تدقيق على الوضع القانوني للسوريين الخاضعين للحماية المؤقتة".
نصائح هامة للسوريين في تركيا!
تركيا هي بلد قانون والقانون يطبق على الجميع في الأحوال الطبيعية، ويجب علينا كسوريين احترام قوانين هذا البلد والعمل بها.
وبالرغم من وجود بعض المصاعب في التعامل مع بعض الأمور القانونية لكن بالنهاية ستحصل على ما تريد.
فهناك الكثير من السوريين المخالفين في تركيا وهنا أقصد بالمخالفين من يحمل وثيقة حماية مؤقتة "كملك" لكنه غير مقيم في الولاية التي تم استخراج الكملك منها، أو غير مثبت إقامته في المنزل الذي يسكن فيه، أو بعض المخالفات الأخرى المماثلة.
يقول المترجم "خالد حبيب" ناصحا: " من يملك كملك أضنة مثلا أو غير ولاية ومقيم في اسطنبول أو ولاية أخرى بسبب العمل وما إلى ذلك أنصحه بالعودة لولايته وتثبيت عنوانه والإلتزام بالقرارات المتخذة مؤخراً بخصوص تثبيت العنوان وغيرها من القرارات والأنظمة النافذة، ومن يحتاج إلى الذهاب لولاية أخرى يجب أن يكون حامل إذن سفر نظامي مستخرج من e-devlet".
لماذا يلجأ السوريون في تركيا للسماسرة؟!!
السماسرة نشيطين جداً على وسائل التواصل الاجتماعي ويبهرونك بالخدمات التي تحتاجها كسوري مقيم في تركيا، لكن تأكد صديقي أنهم محتالين دحتى لو قدموا لك خدمة وكانت صحيحة، لكن ستسبب لك مشاكل قانونية لاحقاً.
ويلجأ السوريين للسماسرة بسبب عجزهم من الحصول على خدمة يحتاجونها من الدوائر الحكومية في تركيا، ويكون إما عن عدم معرفتهم كيف يحصلون عليها، أو لديهم فكرة غريبة أنهم لا يستطيعون الحصول عليها دون سمسار أو مساعدة.
فيجب دائما البحث أكثر عن أي شيئ تحتاجه أو سؤال أشخاص معروفين، فهناك الكثير من يقدم خدماته مجانا لخدمة الناس.
حلول مقترحة!!
يجب زيادة نشاط الجمعيات الحقوقية السورية التي تهتم بوضع المقيمين السوريين على الأراضي التركية، وإنشاء ندوات وورشات توعية للقوانين التركية الخاصة باللاجئين.
التركيز على شرح الخدمات الخاصة للاجئين وطريقة الحصول عليها قانونيا، دون الحاجة لتعرضهم للاحتيال من السماسرة.
انشاء مكتب إعلامي موحد للجمعيات الخاصة باللاجئين السوريين في تركيا لضمان إيصال المعلومات الصحيحة والخدمات، بسبب وجود مئات الأشخاص والقنوات التي تقدم المعلومات لكن ربما تكون غير دقيقة أو ليست مصدر ثقة من قبل البعض.
تقديم خط استشاري مجاني للسوريين للاستفسار عن الخدمات والأمور القانونية.
فهل سنشهد محاسبة للسماسرة وجهود لإيقاف قرارات الترحيل في المستقبل؟؟!
وهل سنرى تطبيقا لهذه المقترحات؟!
شاركونا آرائكم
تعليقات