لعلكم سمعتم عن القصيدة التي أبكت أعظم ملوك
الأرض
ولكن من صاحبها؟... ولم كتبها؟... ومن هو ذلك
الملك؟.
في هذا المقال سنعود بكم إلى العصر العباسي وتحديدا لعهد الخليفة هارون
الرشيد .
لنتعرف أكثر عن هذه القصيدة
عُرِفَ الرشيد بحبّه لأناشيد الملّاحين حين يركب
السفينة.
وطلب ذات
يومٍ من أحد الشعراء أن ينشد له فرفض ، فأمر الرشيد بحبسه.
لم ترق أناشيد الملاحين للرشيد فأمر شعراءه أن
ينظموا له الشعر ،
جاء الشعراء الى الشاعر المسجون وطلبوا منه نظم
قصيدة للرشيد ، ولم يبشروه بالخروج من الحبس ، فأقسم ان ينظم له قصيدة تبكيه بدل
ان تفرحه.
ركب الملاحون السفينة رفقة الرشيد وراحوا ينشدون
ما كتبه الشاعر المحبوس قائلين :
خانك الطرف الطموح
أيّها القلب الجموحُ
لدواعي الخيرِ والشّر،
دنوٌّ ونزوحُ
هل لمطلوب بذنب
توبة منه نصوحُ؟
موت بعض الناس في
الأرض على بعض فتوحُ!
بين عيني كل حيّ
علم الموت يلوحُ
كلّنا في غفلة والـموتُ
يغدو ويروحُ
نُح على نفسك
يا مسكين إن كنت تنوحُ
لتموتنّ وإن عمرت
ما عمر نوح.
ها قد سمعنا القصيدة وعرفنا سببها ولكن من صاحب
هذه القصيدة ؟
الشاعر اسماعيل بن القاسم العنزي والملقب بأبي
العتاهية ، المولود سنة 130 للهجرة747\ للميلاد، قرب كربلاء في العراق ، ويعتبر من
الشعراء المتقدمين في عصره وأما عن لقبه : فبسبب حبه وتعلقه بجارية الخليفة المهدي
وتدعى #عتبة_ التي رفضته لقبح شكله.
تحولت حياة ابي العتاهية من الغزل واللهو إلى الزهد
والوعظ بعد رفض عتبة له .
توفي ابو العتاهية في بغداد سنة 213 للهجرة \ 826
للميلاد في عهد الخليفة المأمون وأوصى أن يكتب على قبره :
إنَّ عيشًا يكونُ آخرَه الموتُ
لعيشٌ مُعجّلُ التنغيصِ
تعليقات