جاسوس إسرائيلي جندته إسرائيل لمهمة تجسسية في دمشق، بنى شخصية مزيفة لرجل أعمال سوري مقيم في الأرجنتين.
ضابط أفسد
العلاقات بين أمريكا ومصر، عبر تفجير منشآت أمريكية في القاهرة والإسكندرية، قبض عليه بداية، ولكنه خدع المخابرات
المصرية فغادر لفلسطين عام 1957 ليعمل لوزارة دفاع جيش الاحتلال الإسرائيلي كمترجم
وتزوج من يهودية من أصل عراقي.
من هو هذا الجاسوس؟
إلياد شاؤول
كوهين المنحدر من الإسكندرية عام 1924 مهندس يهودي التحق بمنظمة الشباب اليهودي في
مصر.
تدرب على اللهجة
السورية وأتقنها بسهولة وبنى شخصية ثانية باسم كامل ثابت أمين وهو اسم لرجل أعمال
سوري مسلم مقيم في الأرجنتين..
حفظ أسماء
شخصيات سورية بارزة وتدرب على استخدام جهاز اللاسلكي والحبر السري وبدأ بالتجسس ليصل الأرجنتين بهذه الشخصية
المزيفة.
في الأرجنتين
تعلم اللغة الإسبانية وبدأ بالاحتكاك بالسوريين هناك. وحرص على حضور المناسبات
والتجمعات معهم.
عام 1962 توجه
لدمشق وبنى علاقات مع مسؤولين رفيعين في الدولة، كأمين الحافظ رئيس الجمهورية
وصلاح البيطار رئيس الوزراء وميشيل عفلق رئيس حزب البعث وقتئذ وانضم لحزب البعث
باسم كامل أمين ثابت.
زود كوهين
إسرائيل بأسلحة سوريا ومعلومات الفرق العسكرية في هضبة الجولان وتصوير التحصينات
السورية للجيش المرابط هناك.. إضافة للخطط الدفاعية السورية في مدينة القنيطرة.
كما أرسل رسائل
مشفرة بلغت بمجملها 70 رسالة، 60 منها محتوياتها استخباراتية. وأرسل بوتيرة عالية
أكثر مما طلب منه مما يدلل على نجاحه بالحصول على معلومات وفيرة بعدما نجح بتوسيع
دائرة معارفه هناك.
في نهاية آذار\مارس
1963 عاد كوهن لتل أبيب ومر بتدريبات على أجهزة إرسال وقراءة نصوص بالشيفرة أكثر
دقة هذه المرة، وتم إعداده للبقاء سبعة شهور في الزيارة الثالثة لدمشق، وأوكلت له
مهمة جمع معلومات محددة منها ما يتعلق بمنشأة الاتصالات القريبة من النبك، وتحديد
معالم خطوط الهاتف بين دمشق وحمص وتعقب نقليات الوقود وغيرها.
وفي أيار\مايو
عاد كوهين عبر بروكسل إلى بيروت ومنها بسيارة أجرة “تاكسي” إلى دمشق وبحوزته أجهزة
دقيقة وهذه المرة أكثر من جولاته خارج العاصمة السورية برفقة أصدقاء وضباط، فزار
إدلب والحمة وحلب وبلودان وبعث 100 برقية، 70 منها بمضمون استخباراتي حول حركة
الطيران وبعثات الطيارين لموسكو وتحركات عسكرية وتحديد حواجز عسكرية وفعاليات حزب
البعث واعتقال ناصريين.
عرض عليه منصب
رئيس وزراء سوريا بعد 3 سنوات من اقامته فيها، وذكرت مصادر أن بن غورين رئيس وزراء
إسرائيل رفض ذلك.
اكتشاف الجاسوس
الساعة 9 صبيحة
18 من كانون الثاني\يناير عام 1965 اقتحم ضابط سوري يدعى محمد وداد بشير مع عناصره
شقة الجاسوس في أبو رمانة وسط دمشق ليقبض عليه ويصادر معدات التجسس لديه.
تلقى الموساد
رسالة فارغة من كوهن في 19 كانون الثاني\يناير وكانت هذه إشارة لوقوعه في ورطة،
وفي 26 الشهر وصلت برقية تهكمية مفادها أن كوهن بأيدي السوريين.
تم الكشف عن الجاسوس الإسرائيلي في دمشق بعد
الكشف عن جاسوس آخر في القاهرة يدعى وولفينغ لوتس، وهناك من يعتقد أن هذين الفشلين
اللذين أصابا الموساد بحالة شلل نجما عن ثقة مفرطة بالنفس من جهة الجاسوسين
ومشغليهما الذين ظنوا أن انتحال الشخصية سيطول كثيرا.
ذكرت صحيفة
"يديعوت أحرونوت" بأنه تم استحضار كل بائعات الهوى اللواتي استدعاهن
كوهين لشقته لقضاء الأوقات مع الضباط خلال الاحتفالات في شقته.
وفي 18 أيار\مايو 1965 تم إعدام كوهين شنقا
وتركت صوره وهو معلق في ساحة المرجة انطباعات قاسية على الإسرائيليين ولاحقا وجهت
ناديا كوهين اتهامات لرئيس الموساد مائير عميت بالتسبب بموت زوجها، ولم تستجب
لوصية زوجها في رسالته الأخيرة قبل شنقه وبقيت لوحدها ولم تتزوج ثانية.
كيف كافأ حزب البعث كوهين؟
حاول حافظ الأسد
تصفية الرائد محمد بشير المنجد من مدينة الحفة بريف اللاذقية بعد اكتشافه لهذه
القضية التي هزت كيان الدولة السورية، فهرب محمد للعراق عام 1968 ثم انتقل للبنان
وعاش فيها حتى عام 1976، لتختطفه المخابرات السورية من بيروت وتسجنه في ذات
الزنزانة التي سجن فيه الجاسوس كوهين.
تعليقات