نشرة جريدة الشرق الأوسط الحلقة الثانية من الرسائل السرية بين حافظ الأسد وصدام حسين، بعد نشرها يوم أمس الحلقة الأولى من الرسائل.
استأنفَ البلدانِ العلاقاتِ وإعادةِ تشغيلِ أنبوبِ
النفطِ بينهما وجعلَ سوريا بوابةً لتنفيذِ اتفاقِ "النفطِ مقابلِ
الغذاء" مع الأممِ المتحدةِ بدلاً من الأردن.
قمةٌ عاجلةٌ عرضها صدامُ مع سوريا خلال عطلةِ
العيد على الحدود في 1996وتقديمِ الدعمِ للنظامِ السوريِّ في الحرب ضد إسرائيل في
لبنان من خلال سفير العراق القيسي.
تصاعدَ قلقُ صدام من ملك الأردن حسين فكتب صدامُ
للأسد عن تخوفِه من الحلفِ الأمريكي الأردني الإسرائيلي التركي الموجهِ ضدَ العراق
وسوريا بحسب رأيه. وصهرُ صدام " حسين كامل" عاد إلى بغدادَ ضمنَ خطةِ
الملكِ حسين لذلك تمت تصفيتُه.
شاهد الحلقة الأولى من هنا
أبلغَ صدامُ حافظَ الأسد استغرابَه من اتهاماتِ
وزيرِ الدفاعِ الراحلِ مصطفى طلاس له باغتيالِ رئيسِ الجزائر هواري بومدين وأنه
أصدر توجيهاً بعدمِ الردِّ للحفاظِ على العلاقاتِ بحسبِ أوراقِ خدام وحديثِ
القيسي..
أملى سفيرُ العراقِ على خدام الخطواتِ وهي إعلانُ
العراقِ استئنافَ العلاقاتِ الدبلوماسية ثم يأتِ ترحيبُ سوريا بها.
عقدُ مباحثَ أمنيةً على مستوى رئيسي الجهاز
الأمني في كلا البلدين، أصبحَ فتحُ الحدودِ بالنسبةِ للعراقِ مهماً ضمن ضوابطَ
يتفقُ عليها الطرفانِ للمسؤولينَ والتجارةِ والنفطِ.
العراقُ سيتبنى بمباحثاتِه مع الأمم المتحدة
اتخاذَ سوريةَ منفذا لتصدير نفطه في حالةِ الاتفاق معها لتطبيق مبدأ النفطِ مقابلَ
الغذاء والدواء.
رد خدامُ كان بإبلاغِ السفيرِ العراقي بموضوعِ
الاتصالِ بالمعارضةِ العراقية لاتفاقِ النظامِ مع إيرانِ على عقدِ مؤتمرٍ للمعارضةِ
العراقيةِ كي لا يُفهَمَ على أنها مناورةٌ. وفَهمَ منه أن خطةَ التحركِ المضادِ
لهم إما الموصلُ أو البصرةُ أو كركوك.
وأنهم اتخذوا جميعَ الإجراءاتِ لسحقِ التحركِ،
وتنشيطِ خلايا الإعدام والحرس الجمهوري.
أبلغ خدامُ القيسي أنه سيعرضُ على حافظِ الرسالةَ
وفي 3 مارس 1996 استقبلَ القيسيُ وأبلغَه أنه لم يتمكنْ من الاتصالاتِ لزيارةِ
الرئيسِ الإيرانيِّ دمشقَ وزيارةِ رئيس السودان ثم مجيءِ العيدِ وسيتمَّ إجراءِ
اتصالاتٍ لتحديدِ مواعيدِ الزياراتِ لعددٍ من الدولِ العربيةِ المعنيةِ.
قدم يحي بكور المديرُ العامُّ للمنظمةِ العربيةِ
للتنميةِ الزراعية تقريرا لخدام عن زيارته لبغداد بين 31 أيار/ مايو و4 حزيران/
يونيو وزار القيسي بكور في غرفته وطرح أهميةَ العلاقاتِ مع سوريا لمواجهةِ
المؤامرةِ ضد البلدين.
اتصلَ
صدامُ مع سفيرِه القيسي ليعلمَه إبلاغَ سوريا أن جميع إمكاناتِ العراق بتصرفِها في
عدوانِ إسرائيلَ على لبنانَ وأكد على أهميةِ الاجتماعِ خلال عطلةِ العيدِ ليحلَّ
جميعَ القضايا العالقة.
حسب تقرير بكور عقدَ اجتماعاتٌ مع وزير الزراعة ومع
طارق عزيزي في مكتبِه بحضورِ أنور صبري فقط، تحدث عزيزُ أن المؤامرةَ تستهدفُ
سوريا والعراق وإيران.. وأمريكا ستنفردُ بكل دولةٍ عربية على حدة وكلَّ من يدعمُ
التحررَّ من الهيمنة.
وأن الروسَ نصحوا العراقَ بألا يستعملَ طريقَ
الأردن في تحركاتِه
لذلك فهم يستعملونَ طريقَ طهران ويتمنَّون أن
تكونَ طريقَ دمشقَ مفتوحةَ لهم.
عقدَ الصحافَ اجتماعا مع يحي بكور وأبلغَهُ أن
ظروفَ العراقِ أصبحت أفضلَ باتصال الأصدقاء القدامى وخَطْبُ الود وعقودَ مرحلة
قادمةٍ، وعُقدَ اجتماعاتٌ أمنيةٌ في نطاقِ لجانِ الحدودِ وكان موقفُ مديرِ مخابراتِ
الحسكةِ جيدا عند الساعةِ 10 من صباح الاثنينِ 3 يونيو 1996 أبلغ صبري الصَّحافَ أنه
سيكون برفقتي للقاء صدامَ وبعد الوصولِ إلى مقرِّ إقامةِ الرئيس دخلنا مباشرةً
للقاعةِ حيث يقفُ الرئيسُ في ثلثِها الأخيرِ فسلمَ ورحَّبَ متذكرا اللقاءَ معه ضمنَ
وفودٍ عربيةٍ ثلاثّ مراتٍ سابقةٍ.
تحدثَ صدامُ مقدما التحيةَ لحافظَ وخدام وقال
إننا مطلعون على كل الاتصالاتِ السابقةِ وقال أنه يرغبُ بعلاقاتٍ بين سوريا
والعراق على أسسٍ تختلف عن العلاقاتِ السابقةِ وتقوم على الثقةِ.
وقال صدام إن موضوع مرورِ النفطِ عبر سوريا قضية
استراتيجية والمهم أن يمر النفط ويُشغَّل الخط ولو بألف برميل، تحسباً للمستقبل.
تعليقات