/> بعد منحها الإقامة الذهبية...الإمارات تمنح الجنسية لفنانين سوريين ما القصة؟

القائمة الرئيسية

الصفحات

بعد منحها الإقامة الذهبية...الإمارات تمنح الجنسية لفنانين سوريين ما القصة؟

 

بعد منحها الإقامة الذهبية...الإمارات تمنح الجنسية لفنانين سوريين ما القصة؟

بعد منحِها الإقامةَ الذهبيةَ لعددٍ من فناني الأسد تقدم إماراتُ أولادِ زايدَ الجنسيةَ للفنانِ الموالي لنظامِ الأسد بسام كوسا، القائلُ في الشتاءِ الماضي "منيح ما كان للحرامات وزير".

 

سبق الكوسا بالجنسيةِ هذه، الفنانُ ياسر العظمة ذو الموقفِ الرماديّ

من الثورةِ السورية..

 


"سوريا العربيةُ الشقيقةُ لن تبقى وحدَها في هذه الظروفِ الحرجةِ" هكذا صرّحَ حاكمُ دبي سابقا خلالَ قمعِ النظامِ للثورةِ السوريةِ متجاهلاً استخدامَ النظامِ المفرطَ للأسلحةِ الكيماويةِ، والصواريخِ، والطائراتِ في قتلِ الأطفالِ الأبرياءِ والنساءِ.

الإمارات ترفض عرض سعودي لوقف العنف بسوريا

سبقَ للإماراتِ أن رفضَتْ عامَ 2015 طلباً سعودياً للتوقيعِ على بيانٍ أصدرَته 7 دولٍ، تطالبُ روسيا بوقفِ عملِها العسكريّ في سوريا.

 

منذُ سنواتِ الثورةِ السوريةِ الأولى، بدأ النظامُ السوريُّ وآلتُه الإعلاميةُ، بضخِ بروباكاندا لغسلِ دماغِ مواليه أن الثورةَ هي تآمرٍ على البلادِ..

 

فهاجمَ مسؤولو النظامِ وقنواتُه ووكالاتُه الإعلاميةُ، دولَ الخليجِ وعلى رأسِها السعوديةُ وقطرُ والإمارات.

 

هاجمَ النظامُ السوريّ السعوديةَ، مرتين خلال يومٍ واحدٍ بعدَ أن افتتحت دولٌ خليجيةٌ سفاراتِها في دمشقَ.

 

 وكان السوريون الثائرون على الأسدِ يرتقبون نتائجَ هذه المقاطعةِ الخليجيةِ للنظامِ، علَّها تنقلُهم إلى شاطئِ الحريةِ والعدالة، وتعودُ دمشقُ كما كانت بلداً ثقافياً وحضارياً لا تعبثُ به أيدي ألِ الأسدِ وتشوّهُهُ.

 

إلا الظنونُ تحطّمت على شواطئِ المصالحةِ الإمارتيةِ مع النظامِ، وفتحِ سفارتِها هي والبحرين بدمشق.

 

الإماراتُ تكافِئ فناني الأسد بإقامةٍ ذهبيةٍ

 

الإقامةُ الذهبيةُ هي إقامةٌ لمدةٍ تتراوحُ بين الـ 5 إلى 10 سنوات، منحَها حاكمُ دبي محمد بن راشد آل مكتوم للمتميزين في مجالِ الطبِّ والهندسةِ والذكاءِ الاصطناعيّ وعلومِ الأوبئةِ والفيروساتِ، وللمستثمرينَ وروّادِ الأعمالِ والمواهبِ المتخصّصةِ على كافةِ الأصعدةِ الفنيةِ.

 

فنانونَ موالونَ لنظامِ الكيماوي حصلوا عليها كسلوم حداد وتيم حسن وقصي خولي وكاريس بشار وسلافة معمار.

 

إضافةً للفنانةِ أمل عرفة وطليقِها الفنانِ عبد المنعم عمايري، وسحر فوزي وروعة ياسين وعبد الفتاح المزين وناصيف زيتون، بجانبِ الفنانةِ مها المصري وديمة الجندي.

 

لكنّ حاكمَ دبي زادَ في كرمِه البالغِ وأعطى الجنسيةَ الإماراتيةَ لياسر العظمة، ثم تبِعَه منذ يومين بسام كوسا، ولا يعلمُ أهو مكافاةٌ لهم على السكوتِ عن مجازرِ الأسدِ ودعمِ شلالِ الدماءِ التي أراقَها بشار الأسد ومخابراتُه وجيشُه،

أم هي رسائلُ نكايةِ للفنانين الثوريين الذين لم يتحملوا أصواتَ الأطفالِ تحتَ أنقاضِ البيوتِ المهدّمةِ على رؤوسِهم وصرخاتِ المعتقلاتِ اللواتي يتعرضْنَ للاغتصابِ والتعذيبِ.

الفن رسالة إنسانية سامية

الداعي للتأملِ برهةً، أنّ الفن َّهو رسالةٌ إنسانيةٌ ساميةٌ تقفُ مع الفقراءِ والمظلومين وترسمُ قيمَ العدالةِ والحريةِ فأينَ مرايا ياسر العظمة التي انتقدَ فيها سياساتِ النظامِ وتشبيحَه وفسادَ المؤسساتِ الحكوميةِ من موقفِه الآنَ من مستنقعِ الدماءِ والمسالخِ البشريةِ في سجونِ عائلةِ الأسد.

 

ألم تشاهدوا مقابلة بسام كوسا على تلفزيون النظام، يدافع بحمية عن وجوده بسوريا، وشبه بقاءه في سوريا في ظل قمع الأسد للثورة، كابن بقي بجانب أمه المريضة ويرعاها؟

 

 ولكن ماذا حدث للكوسا الأن؟ هل أصبحت الإمارات أماً ثانية له؟ أم أن سوريا -أمه الأولى- قد قتلها بشار الأسد!

 

يبدو أن الجنسية الإماراتية نزعت من قلبه جميع المبادئ التي كان ينظر عنها وينفعل أثناء حديثه فيها، ولم لا! فدبي الساحرة، باريس العرب، لا يقف عند أهواءها لا فنان ولا بشار الأسد نفسه.

لم يصمد أي فنان موالٍ للأسد على كلامه

لم نلحظ صمودا لأي فنان موال لبشار الأسد على كلامه، الكل يتغير ويخنع عندما يحصل على الدولار، فلا وطنية ولا بعثية، بل إنهم يتحررون من عبودية أل الأسد لعبودية الدولار، ولكنهم لا يجحدون الأسد مطلقاً.

حضارة سرابية

يقولُ علماءُ الاجتماعِ والتاريخِ، "إنَّ التاريخَ لا ينسى، ويسجّلُ بدقة

دبي ليست بلدا كدمشقَ".

 

 دبي بلدٌ عمُرُه لا يتجاوزُ ال 100 عام، فلا حضارةً عريقةً تنثرُ تاريخَها على الزائرين لها والساكنين فيها، هي بلدٌ تزيّنُه ناطحاتُ سحابٍ حديثةٌ، وأبراجٌ صمّمَها أجانبُ.

 

تتحطّمُ حضارةُ دبي، هذه الحضارةُ السرابيةُ عندَ حضارةِ بابِ توما الدمشقيّ، وأصواتِ صلاحِ الدين المنبعثةِ من باحاتِ مسجدِ بني أميّةَ، ونهرِ بردى، وتاريخِ الغوطةِ العريقِ، فدمشقُ أقدمُ مدينةٍ حضاريةٍ في التاريخ.

تعليقات

التنقل السريع