"بلدة
من نواحي حلب أنزه بلاد الله وأطيبها، ذات بساتين وأشجار، وليس في نواحي حلب أنزه
منها ".
بهذه الكلمات
وصف ياقوت الحموي " مدينة أريحا "
إلى الجنوب من
مدينة إدلب تستلقي مدينة أريحا بهدوء على سفح جبل الأربعين، الذي يرتفع 900 متر عن
سطح البحر في منظر جميل فتان.
على الطريق الدولي الواصل بين حلب واللاذقية حيث
تبعد عن مركز محافظة إدلب 13 كم، وعن حلب 72 كم و113 كم عن مدينة اللاذقية وعن
العاصمة دمشق مسافة 298 كم، وتتبع لها 55 قرية وبلدة وأكثر من 45 مزرعة.
تاريخ عريق لمدينة عريقة:
السبب في
تسميتها أريحا السورية كان لتمييزها عن أريحا فلسطين
ويعود تاريخ المدينة إلى الألف الثالثة قبل
الميلاد، إذ تعتبر من أقدم المدن السورية
وبنيت على تل أثري بجانب المدينة الحالية، وبرزت
في العهدين الروماني والبيزنطي في عام 64 ق.م كمركزٍ دينيٍّ هام تتبع أنطاكيا.
فتحها المسلمون
بقيادة عمر بن العاص عام 637 للميلاد وأتبعت قنسرين بحلب،
في العام 1516 تسلم السلطان سليم الأول مفاتيح
المدينة، وأتبعها لجسر الشغور
وفي عام 1809
أصبحت المدينة مستقلة تماما عن أي مدينة أخرى.
أدباء المدينة
لعل أشهر أدباء
المدينة الأديب الراحل عبد الرحمن رأفت الباشا الذي ولد عام 1920 ودرس في إدلب.
حصل على
الثانوية العامة من كلية الشريعة الخسروية في حلب عام 1941 وتنقل بين جامعات سوريا
مصر والسعودية ليحصد العديد من شهادات البكالريوس في اللغة العربية والفقه والعقيدة.
أشرف على العديد
من الرسائل العلمية وشارك في تأسيس رابطة الأدب الإسلامي وانتخب نائباً للرئيس
ورئيساً لمكتب البلاد العربية في الرابطة وعضواً لمجلس الأمناء.
كما ألّف العديد
من الروايات والكتب التاريخية كــ صور من
حياة الصحابة والصحابيات وأرض البطولة وغيرها الكثير
توفي في استنبول
عام 1986 ودفن في مقبرة الفاتح.
منطقة الاصطياف الأولى
تعد أريحا من
أهم أماكن السياحة والاصطياف في سوريا إذ يقصدها السياح من مختلف المحافظات
السورية في فصل الصيف للتمتع بجمال الطبيعة والهواء النقي وإطلالة ساحرة على سهول
إدلب الخضراء كما تتوفر فيها الينابيع العذبة وتكثر فيها المطاعم والاستراحات على
امتداد سفح الأربعين.
أهم ما تشتهر به أريحا
لعل أبرز ما
تشتهر فيه أريحا هو الحلويات التي تصنع بأيدي ماهرة، ورثت المهنة عن الأجداد، ومن
أكثر الحلويات انتشارا هو "الشعيبيات" التي تسمى بين السوريين
"شعيبيات أريحا" رمزا للمدينة، التي تنتج أطيب وألذ الشعيبيات في سوريا،
إضافة إلى حلو "المشبك" المشهور المميز بنكهته الريحاوية العريقة.
مدينة الكرز،
هذه التسمية أطلقت على أريحا، لكثرة عدد أشجار الكرز فيها، التي تعد الأولى في
إنتاجه على مستوى سوريا، ويتميز الكرز الريحاوية بنكته الفريدة وطعمه اللذيذ،
ويرتاد الناس من المناطق المجاورة وأرياف أريحا إليها في فصل الصيف لتذوق الكرز من
مدينة أريحا.
أريحا تنفرد عن أخواتها
أشهر أشجار
المدينة شجرة الكرز وتعد موسماً مهماً ومصدر دخل للعديد من أبناء أريحا ريفاً
ومدينةً إضافة إلى شجرة المحلب التي تعتبر ثمرتها مكوناً أساسياً يدخل في صناعة
الأدوية والتوابل وهناك الوشنى والتين والزيتون وغيرها من الأشجار المثمرة
.....
في المدينة
أماكن قديمة لازالت شاهدة على تاريخ المدينة العريق كالمغارة القديمة المنحوتة في
جبل الأربعين.
في الثامن
والعشرين من أيار\مايو لعام 2015 تحررت أريحا من نظام الأسد لتشهد بعدها أعتى
حملات القصف والتدمير وتفقد خلالها المئات من أبنائها.
تعليقات