اسمها يثير الرعب في نفوس السوريين.
تتدخل في تفاصيل حياتهم وشكل لباسهم وتتلصص على
أحلامهم.
ورغم أن الدستور يحدد عملها بالدفاع عن سلامة الأرض
وخدمة مصالح الشعب إلا أنها سقطت في الامتحان وتحولت من مؤسسة للوطن والشعب إلى
كلب حراسة يخدم مطامع أسرة وطائفة بعينها.
فما هي الأجهزة الأمنية السورية وما تاريخها الأسود؟
عمل
حافظ الأسد بعد استلائه على السلطة عام 1970 على تشكيل جهاز مخابرات من أربع شعب
أمنية مستقلة عن بعضها وهي: أمن الدولة أو المخابرات العامة والأمن السياسي والأمن
العسكري والمخابرات الجوية، ويُركز فرعا أمن الدولة والأمن السياسي على القضايا السياسية
للمدنيين، أما الفرعان الآخران فيَتركز عملهما على القضايا المتعلقة بالقوات المسلحة.
سعى حافظ الأسد ومن بعده بشار إلى منح هذه الأجهزة
صلاحيات كبيرة وفق قانون الطوارئ حتى تغولت وابتلعت الدولة السورية برمتها، وأصبح لهذه
الأجهزة مندوبون في كل المؤسسات الحكومية يراقبون ويصدرون القرارات، ولم يسلم حتى
الوزراء والمحافظين من تحكمها ومراقبتها اللصيقة.
عنصر الأمن لم يكن يُشترط فيه أي مؤهلات علمية سوى
الإخلاص الأعمى لآل الأسد والقسوة على المعارضين، مما أسهم في إفراغ مؤسسات الدولة
من الكوادر ودفعِها للهجرة خارج سوريا.
كما تحولت هذه الأفرع الأمنية إلى كيانات طائفية
من لون واحد لضمان ولاءها المطلق وهو ما يفسر وحشيتها في قمع الثورة السورية
والانقضاض على المدن المنتفضة المحسوبة على الطوائف الأخرى وارتكاب جرائم ضد الإنسانية واعتقال عشرات
الآلاف من المحتجين وتعذيبهم بسادية مروعة.
صراع إيراني روسي
بعد التدخل الروسي والإيراني وانقاذهما لنظام
الأسد من السقوط، ظهر صراع جديد ميدانه الأجهزة الأمنية نفسها، حيث سعت روسيا
لتطويعها وترويضها مقابل التغلغل الإيراني حتى ولو كان هذا الترويض يأتي على حساب
السيادة وهيبة رأس النظام، فتسريب الإهانات التي وُجهت للأسد كإيقافه بمطار حميميم
أو نقله بطائرة شحن للقاء بوتين هدفها فرض الإذعان على (الكلاب) الأمنية المسعورة من
خلال إذلال رئيسهم.
لم تكتف روسيا بذلك بل أحدثت وفق وثيقة مسربة فرعاً
أمنياً جديداً يتبع لها، مهمته حماية المنشآت والهيئات الحكومية والدبلوماسية،
ومنع تنفيذ أي انقلاب في سوريا كما عملت على هيكلة الأجهزة الأمنية السورية وإبعاد
تبعيتها لإيران.
فهل ستصبح الأجهزة الأمنية ميداناً
ساخناً لتصفية الحسابات بين أسياد سوريا الجدد؟ بعد أن كانت هي من تقوم بالتصفية لصالح آل
الأسد.
تعليقات