واتساب وطريقة استعادة المحادثات

 

لوحةٌ طبيعية من سهولٍ وهضاب وتلال ووديان، موطنٌ لحضاراتٍ متعاقبةٍ.

يُعرف عن أهلها الكرمُ والشجاعة، وعلاقاتُ حبٍ فريدة تجمعُهم، خزانٌ بشري من المثقفين وحملةِ الشهاداتِ العليا، يطولُ الحديثُ عنها لما تزخرُ بهِ.

 

فإن تحدثْنا عن السياحةِ ففيها عروسُ الشمالِ السوري، وإن تحدثنا عنِ البطولاتِ فهي أرضها، وعن التاريخِ والحضارة فهي مهدها.

 

جبل الزاوية.... متحف الطبيعة والحضارة

قد توحي كلمةُ جبلٍ لسامعِها، أنها منطقةٌ جبليةٌ لا تحوي أيَّ مظهرٍ من مظاهرِ الحياة، ولكن .... هنا الحكاية مختلفةٌ كلياً.

 

فجبلُ الزاويةِ لوحةٌ طبيعيةٌ قلَّ مثيلُها، تمتزجُ فيها الحياةُ الريفيةُ مع المدنيّةِ، فبينَ مزارعِه ومدنِه وطبيعتِه الساحرةِ حكايا حبٍّ لا تنتهي.

 

يقعُ جبلُ الزاويةِ في محافظةِ إدلبَ في الجزءِ الشماليِّ من جبالِ الكتلةِ الكلسية في شمال غرب سوريا، منطقةٌ تتخللُها الوديانُ والسهولُ والتلالُ.

 

قمةُ النبيِّ أيوب هي أعلى قممِ الجبلِ بارتفاع 939 م، يليها جبلُ الأربعين بارتفاع 877 م.

 

ويمتد الجبلُ من أريحا شمالاً حتى جبل شحشبو جنوباً ومن معرةِ النعمان حتى سهلِ الغابِ غرباً.

 

يفوق عدد قراه الــ 40 بتجمعٍ سكانيٍّ يبلغُ قرابةَ الــ 200 ألف نسمة وفق إحصائياتٍ سابقةٍ.

 

يتميز أبناء الجبل بمستوى ثقافةٍ عالٍ، فنجد الطبيبَ والمهندسَ والمدرسَ والتاجرَ والرياضيَّ وطلابَ الجامعة.

 

لا يسعنا الوقتُ لنذكرَ كلَ قراه وبلداتِه ومزارعِه ولكنَّ أهم مدنِه هم أريحا ومعرةُ النعمان وكفرنبل.

 

من بلداتِه الرامي وكفرعويد وكنصفرة وجوزف والموزرة وبليون البارة وإحسم، إضافة لمحمبل.

 

جبل الزاوية .... معالم تروي حكاية حضارات خلت

تتنوع الأماكن الأثرية في عموم مناطق الجبل، فنجد مدناً أثريةً كاملةً كتلك التي في بلدةِ البارةِ وسرجيلا، ومغاورَ عديدةٍ أبرزُها تلك المنحوتَةِ في جبلِ الأربعين بقريةِ نحلة، والعديدَ من القلاع كقلعة الفارمية التي تتوسطُ قريةِ الموزرة في الجهة الغربية من الجبل.

 

وهناك أماكنَ أثريةٍ أخرى تحولت مع الأيامِ لبحيراتٍ تتجمعُ فيها مياهُ الأمطارِ أهمُها رام بليون ورام العمارة في قرية الموزرة.

 

إضافةً إلى مئاتِ المواقعِ الأثريةِ التي تجسدُ إلى الآنَ حضاراتٍ استوطنت منذ القدم في المنطقة لما تتمتع به من موقع استراتيجي ومناخٍ معتدل.

الزراعة في جبل الزاوية

شجرة الكرز

دأب أهالي الجبل على الاعتناء بها ليجعلوا منها موسماً ودخلاً مادياً للكثير منهم.

إضافة إلى أنواع أخرى من الأشجار المثمرة، كالمحلب والوشنى والتين والزيتون والعنب واللوزيات بأنواعها.

وللزراعات الموسمية نصيب إذ يزرع أهالي الجبل معظم سهولهم قمحاً وشعيراً.

 

جبلُ الزاويةِ .... قلعةُ صمودٍ

لطالما كانَ الجبلُ كابوساً يطاردُ الأسدَ الأبَّ قبلَ الابنِ، فكان مع حماه وإدلبَ ساحةً لحربٍ شنَّها حافظُ الأسد على السوريين في الثمانينات، ليعود الابنُ ويصبَّ جمّ غضبه على شعبِ الجبلِ الثائر، إلا أنه لم يستطعْ إركاعَ شعبٍ تربَّى على البطولةِ والكرامة.

 

ورغم أن جيشَه استطاعَ اقتحامَ الجبلِ منتصف 2011، إلا أنه خرج منه بعد سنة من احتلاله.

 

ارتكب جيش النظام مجازر عدة في قرى الجبل كمجزرةُ وادي بدمايا في قريةِ الموزرة التي راح ضحيتُها 120 مدنياً جلّهم من بلدة كفرعويد.